الأحد، 18 سبتمبر 2016
no image

لماذا يذكر القرآن الفاكهة قبل اللحم في طعام أهل الجنة؟
 الكاتب : ashefaa

إن الذي يتأمل آيات القرآن أثناء الحديث عن طعام أهل الجنة يلاحظ أن الله تعالى يذكر الفاكهة أولاً ثم اللحم،


وفي ذلك حكمة طبية عظيمة فالفاكهة تحوي سكريات بسيطة وسهلة الامتصاص والهضم وهي المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، وبالتالي فإنها تُذهب الجوع

بينما لو بدأ الإنسان بأكل اللحم أولاً فسوف يحتاج جسمه إلى ثلاث ساعات حتى تكتمل عملية الامتصاص،

وهنا تتجلى الحكمة من ذلك. يقول تعالى: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) [الواقعة: 20-21]، ولذلك يجب أن نتذكر هذه الحقيقة العلمية ونطبقها أثناء إفطارنا في شهر الصيام!
السبت، 17 سبتمبر 2016
الجنة دار السلام



الجنة دار السلام

الجنة حق أي وجودها ثابت، وهي مخلوقة الآن ولها ثمانية أبواب، منها باب الريان الذي يدخل منه الصائمون، وكذا شهيد المعركه فانه يخير من أي أبواب الجنة شاء أن يدخل.

والجنة فوق السماء السابعه منفصلة عنها بمسافة بعيدة ولها أرضها المستقله، وسقفها عرش الرحمن كما أخبر بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري : (( اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فانه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن )) .

وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قال : ((اذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد: ان لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وان لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا, وان لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وان لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ))، وأخر من يدخل الجنة من المؤمنين له مثل الدنيا وعشرة أمثالها .

والواحد من أهل الجنة أقل ما يكون عنده من الولدان المخلدين عشرة ألاف، باحدى يدي كل منهم صحيفة من ذهب وبالأخرى صحيفة من فضه، قال الله تعالى : {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (71) سورة الزخرف
ومما جاء أيضا في وصفها ما رواه ابن حبان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : (( هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد ونهر مطّرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدي في حبرة ونضرة )) .

وليس في الجنة عزب ولا عزبة بل كلهم يتزوجون قال الرسول عليه السلام : ((ما في الجنة أعزب )) رواه مسلم فهنيئا لمن عمل لآخرته فان نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة كلا شئ فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (( ما الدنيا في الآخرة الا مثل ما يجعل أحدكم اصبعه هذه في اليم فلينظر بم يرجع )) وأشار أحدهم بالسبابه رواه مسلم .

رؤية الله في الأخرة أعظم نعيم أهل الجنة
قال الله تعالى في محكم التنزيل{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌإِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} سورة القيامة فهذه الآية فيها اثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل، وقد روى مسلم رحمه الله تعالى أن الرسول محمدا عليه السلام قال : ((اذ دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم :فيقولون ألم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل )) .

 
الله لا يشبه المخلوقات
ان رؤية المؤمنين لله تعالى وهم في الجنة تكون بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة ولا مسافة قرب أو بعد ولا كيفية ولا حجم ولا لون، ولا يكون عليهم في هذه الرؤية اشتباه ولا أدنى شك، هل الذي رأوه هو الله أو غيره كما لا يشك مبصر القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، أن الذي رءاه هو القمر، ففي ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): ((انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته )) رواه مسلم


ومما يدل على أن الله عز وجل يرى بالأبصار قول الله حكاية عن موسى عليه السلام : {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (143) سورة الأعراف


خلود أهل الجنة فيها
الجنة دار الخلود الأبدي والنعيم المقيم الذي لا يزول، فلا انقطاع لنعيمها ولا موت لأهلها، والجنة مخلوقة ولكن الله تعالى شاء لها البقاء، وكذلك النار مخلوقة والله شاء لها البقاء، فلا يجوز عليهما الفناء شرعا فهما باقيتان، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (82) سورة البقرة 

ويخبرنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم )مفصلا ومبينا خلود الجنة واهلها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : (( اذا صار أهل الجنة الى الجنة وأهل النار الى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد :يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد اهل الجنة فرحا الى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا الى حزنهم )) رواه البخاري .


ما يقال لأهل الجنة عند دخولها
يقول الله عز وجل : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (73) سورة الزمر

أي جماعات جماعات فلا يصيبهم ما يصيب غيرهم من الذين يحاسبون حسابا عسيرا بل يكونون في أمن وأمان الى أن يصلوا الجنة، فقد ورد عن سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه أنه قال : ((حتى اذا انتهوا الى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا الى احداهما كأنما أمروا به فشربوا منها فأذهب الله ما في بطونهم من أذى أو بأس، ثم عمدوا الى الأخرى فتطهروا منها، فجرت عليهم نضرة النعيم )).......الى أن قال رضي الله عنه : ((ثم انتهوا الى الجنة فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )) .

حجم الجنة
يقول الله تبارك وتعالى : {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران والمراد بالعرض هنا السعة وليس الذي يخالف الطول فيقال:بلاد عريضة أي واسعه، فلا تحيط أفهامنا وعقولنا بكبر الجنة والجنة مع ضخامة حجمها ستمتلئ بأهلها أهل الجنة المتنعمين .

 
تربة الجنة وحائطها
عن أبي هريرة قال :قلنا يا رسول الله أخبرنا عن الجنة ما بناؤها، قال عليه السلام ((لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من دخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم )) رواه الترمذي

والجنة هي جرم عظيم الحجم حقيقي موجود لا شك فيه وهو متماسك شأن باقي الأجرام العلوية كالسموات وقد ورد في القرآن الكريم أنه تجري على أرض الجنة أنهار عظيمة ويقول (صلى الله عليه وسلم ) في حديث طويل في وصف الجنة ((فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من ذهب ومنابر منفضة ويجلس أدناهم وما فيها من دني على كثبان المسك والكافور وما يرون ان أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا )) رواه الترمذي.


الجنة وريحها ونورها
روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال: ((ان في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون الى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم :والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون :وأنتم ازددتم بعدنا حسنا وجمالا )).

(( السوق هنا ليس محل البيع و الشراء بل المراد به مجتمع من مجتمعات أهل الجنة يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في أسواقها اي يعرض فيها الاشياء فيأخد كل واحد ما يشاء ))

 
اشجار الجنة وثمارها وظلالها
قال الله عز وجل {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} (41) سورة المرسلات

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه السلام أنه قال ((ان في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ))رواه البخاري

ويقول الله تعالى {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (68) سورة الرحمن

يقول ابن عباس في تفسيرها : نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وكرانيفها ذهب أحمر (والكرانيف هي أصول السعف ) وسعفها، وثمر الجنة أمثال القلال، وأشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد. 


خيام أهل الجنة
من النعيم الذي اعده الله تعالى في الجنة الخيام فقد أخبرنا عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بقوله ((ان للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفه طولها في السماء ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا )) متفق عليه

أنهار الجنة 
ان الله تعالى قد أعد من جملة ما أعد لعباده المؤمنين في دار السلام في الجنة أنهارا عظيمة غير التي نراها في الدنيا، يقول ربنا تبارك وتعالى :
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} (15) سورة محمد

وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال: ((ان في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد ))رواه الترمذي .

في الجنة أنهار كثيرة تجري على وجه أرض الجنة في غير أخدود، أي ليس هناك شقوق في أرضها بل على وجهها فلا تكلف تعبا بالتناول منها، وأهل الجنة يشربون منها تلذذا لا عن عطش، وأنهار الخمر في الجنة لذة للشاربين، فهي ليست كخمر الدنيا، اذ ان خمر الجنة لذيذ المذاق، طعمه طيب، زيادة ان خمر الجنة لا يسكر ولا يؤدي بمن يشربه الى الصداع والأذى، ولا تذهب عقولهم بشربها .

وقد أكرم الله تعالى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم ) بأن أعطاه في الجنة نهرا عظيما اسمه الكوثر، فقد ورد عن أنس ابن مالك أنه قال ((أغفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) اغفاءة فرفع رأسه مبتسما فاما قال لهم واما قالو له :يا رسول الله لم ضحكت ؟فقال ((انه أنزلت عليّ ءانفا سورة فقرأ((بسم الله الرحمن الرحيم انا أعطيناك الكوثر )) حتى ختمها فلما قرأها قال :أتدرون ما الكوثر ؟ قالوا :الله ورسوله أعلم قال :فانه نهر وعدنيه ربي جل وعز في الجنة عليه خير كثير عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ءانيته عدد النجوم )) رواه مسلم .


وبين لنا الرسول عليه السلام في حديث آخر صفة هذا النهرفيقول ((هو نهر حافتاه من ذهب يجري على الدر والياقوت تربته أطيب من ريح المسك وطعمه أحلى من العسل وماؤه أشد بياضا من الثلج ))


سرر الجنة 
هيأ الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين في الجنة أسباب الراحة والأمن والسعادة جزاء بما فعلوه في الدنيا من طاعات وعبادات، فمن ذلك الأرائك والسرر قال الله تعالى :
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ} (56) سورة يــس

فأهل الجنة يتنعمون بما أنعم الله عليهم، يجلسون على الأرائك أي الأسرة وهي فرش يعلوها قباب مزينه . وقال الله تعالى : {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} (15) سورة الواقعه
ومعنى سرر موضونة :أي منسوجة مزينة بالذهب .
فهم يجلسون على ارائكهم ولهم بسط جميلة، ووسائد وطنافس تزيد من راحتهم وتنعمهم، ويكون معهم ازواجهم والحور العين في سرور كبير يقول الله تبارك وتعالى : {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (20) سورة الطور

 
ثياب وحلي أهل الجنة 
لقد رزقنا الله تعالى في الدنيا ما نواري به عوراتنا من الثياب المصنوعة من الصوف والقطن والجلد وغير ذلك ومنها ما كان لزينتنا، ولكن ما يرتديه المتقون في الجنة أجمل من أجمل ما ارتداه الناس في الدنيا ويزيدهم جمالا ويضفي عليهم رغدا وسرورا .
قال الله تعالى :
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} (21) سورة الإنسان

فلما كانت الملوك في الدنيا تتحلى بالأساور في اليد والتيجان على الرؤس جعل الله ذلك لأهل الجنة، وكل واحد من أهل الجنة يحلى بثلاثة من الأساور، واحد من ذهب وواحد من فضة وواحد من لؤلؤ ويواقيت، ولهم ثياب خضر من سندس، أي رقيق الديباج، واستبرق أي ثخينة، وكلها لزيادة اكرام أهل الجنة .
وحرير الجنة ليس كحرير الدنيا لا بالنظر ولا باللون ولا بالملمس بل هو أجمل بكثير، فقد ورد أنه اهديت الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حلة حريرفجعلوا (أي أصحابه ) يلتمسونها ويتعجبون من لينها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (( لمنديل سعد بن معاذ في الجنة الين من هذه )).
وثياب أهل الجنة لاتبلى، ولا يتغير لونها، ولا يخف زهوها، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ((من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لاتبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ))

 
طعام وشراب أهل الجنة 
ولأهل الجنة مايشتهون من الرزق الكريم، ولهم من جميع الثمار لذيذها وطيبها، وهم مكرمون بما أعطاهم الله، قال الله تعالى : {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)}  سورة الحاقة

وأهل الجنة يأكلون آمنين من حدوث المرض، اذ لا مرض في الجنة ولا وجع .
ولا يقتصر طعامهم على الثمار بل يتعداه الى الطير وغيره، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) انه قال : (( انك تنظر الى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا )).
وأما الشراب فيخبرنا عنه ربنا تبارك وتعالى حيث يقول :
وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا} (15) سورة الإنسان

أي لهم أكواب تجمع بين صفاء القوارير وبياض الفضة فتبدو للناظرين زاهية المنظر، ولهم عين تسمى سلسبيلا لسلاسة مائها وعذوبته، وكل هذا الطعام والشراب لا يبقى في بطون اهل الجنة بل كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ((حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فاذا البطن قد ضمر )) فلا يتغوطون ولا يبولون، اذ لا قذر في الجنة، بل طعامهم وشرابهم في بطونهم يتحول الى عرق يرشح من جلودهم له رائحة المسك لا تؤذي ولا تزعج، بل هي رائحة جميلة


الحور العين ونساء اهل الجنة 
وعد الله عز وجل عباده المتقين أن يدخلهم جنات النعيم، ويكون المؤمن مع زوجاته المسلمات اللاتي كن على عصمته .وقد يتساءل البعض :كيف يكون حال من كان عزبا في الدنيا ؟ فنقول له :يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ((ان أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ))رواه مسلم .

فالرجال في الجنة لهم أزواج من نساء الجنة اللواتي كن في الدنيا ولم يتزوجن فلا يكون هناك أعزب وهؤلاء النساء يظهرن كأشباه البدور يسطعن نورا .وعن أفضل نساء الجنة ورد عن ابن عباس أنه قال، خط رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أربع خطوط ثم قال (( أتدرون ما هذا ؟ )) قالوا الله ورسوله اعلم .قال : ((ان أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وءاسية بنت مزاحم امراة فرعون ))من غير ترتيبهن على الأفضليه .

واما الحور العين فهن خيرات حسان أزواج قوم كرام وورد في وصفهن ما جاء في قول الله تعالى : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} (58) سورة الرحمن

ولو نظرت الى وجه الواحدة منهن وهي في خدرها لوجدتها أصفى من المرءاة ثوبا، وقيل ان سبب تسميتهن بذلك ان الواحدة منهن سوداء الحدقة، عظيمة العين، وهن كما قال عنهن ربنا سبحانه وتعالى : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ) (48) سورة الصافات

أي انهن قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن الى غيرهم، وتكون الحور العين أترابا، والأتراب اللواتي أعمارهن واحدة وهن في غاية الحسن، يقول ربنا في تبيان أمرهن :
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} (37) سورة الواقعة
قيل الأنشاء عمّ النساء والحور العين,فالحور أنشئن ابتداء أي من غير ولادة والنساء المؤمنات أنشئن بالأعادة وتغير الصفات، والنساء في الجنةأبكارا أي لا يأتي الواحدة زوجها الا وجدها بكرا، فمن دخل الجنة فاز وأفلح ووجد ما وعده الله تعالى به .


الولدان المخلدون 
لقد سخر الله تعالى لأهل الجنة من يخدمهم ويأتيهم بما يرغبون، فجعل الولدان المخلدين خداما لهم، وهم خلق من خلق الله تعالى، ليسوا من البشر ولا من الملائكة ولا من الجن، خلقهم الله من غير ام ولا أب، وهم جميلو الهيئة وقد ورد في وصفهم ما قال ربنا عز و جل : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) (24) سورة الطور

أي يطوف عليهم للخدمة غلمان كأنهم من الحسن والبياض لؤلؤ مكنون اي مصون لم تمسه اليدي .وقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فقيل :يا نبي الله هذا الخادم فكيف بالمخدوم ؟اي الخادم كأنه لؤلؤ مكنون فكيف بأهل الجنة فقال ((ان فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب )).رواه الطبري .

وهم كلهم على سن واحدة لايهرمون ولا يموتون، والواحد من أهل الجنة أقل ما يكون عنده من هؤلاء الولدان عشرة آلاف، باحدى يدي كل منهم صحيفة من ذهب وبالأخرى صحيفة من فضة .
يقول الله تعالى ( يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ
الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (71) سورة الزخرف

وقد وصفهم الله تعالى بقوله: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا } (19) سورة الإنسان 

أي انهم في بياض اللؤلؤ وحسنه، واللؤلؤ اذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظرا، وانما شبهوا باللؤلؤ المنثور لانتشارهم في الخدمة، وعليهم ثياب جميلة تسر الناظرين .


بعض أحوال أهل الجنة 
روى مسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال ((يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس )) رواه مسلم .

ان أهل الجنة في شغل يتنعمون، يقدسون الله تعالى ويثنون عليه الثناء الحسن ويسبحونه ويحمدونه، وذكرهم لله تعالى يومذاك لايكون على وجه التكليف، لأن الجنة دار جزاء وليست دار تكليف، بل يذكرونه للتلذذ، ويكون ذلك بلا تعب فيه كما لا تعب في تنفسهم، وقيل :وجه التشبيه هنا أن الأنسان فيها لا يتكلف التنفس اذ لا بد منه، فجعل تنفسهم تسبيحا وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب وامتلأت بحبه، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره .

وأهل الجنة عددهم لا يعلمه الا الله تعالى، ووردت عدة أحاديث تبين زيادة امة محمد (صلى الله عليه وسلم ) بالعدد في الجنة على غيرهم من سائر الأمم، لأن أمته عليه السلام أخر الأمم واكبرها وخيرها، ويوضح لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) هذا الأمر فيقول ((أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم )) رواه الترمذي .


نضرة وجوه أهل الجنة 
يقول الله عز وجل في وصف اهل الجنة ونضرة وجوههم : ( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) )سورة المطففين

فكيفما وصفت اهل الجنة وجمالهم في كل درجاتهم تراهم كالبدور الزاهرة والكواكب المنيرة ويقول عليه السلام في وصف حالهم وجمالهم ((في مقام ابدي في حبرة ونضرة)) أي أنهم في بحبوحة عيش وفي رغد واسع لايصيبهم فيها ضيق، ليس عليهم فيها كآبة ولا بشاعة .
وأهل الجنة تكون أعينهم مكتحلة، وأسنانهم كاللؤلؤ جمالا، وخدودهم كالحرير والزهور، ولهم شعور لا تحتاج الىأمشاط، انما أمشاط أهل الجنة لزيادة الكرام وليس لاحتياجهم اليها .


صورة رجال أهل الجنة 
والرجال من أهل الجنة وصفهم الرسول عليه السلام بقوله (( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء اضاءة، لايبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة ابيهم ءادم ستون ذراعا في السماء )) متفق عليه

واهل الجنة يكنون كلهم بعمرثلاث وثلاثين سنة، ويكونون على طول وعرض سيدنا ءادم عليه السلام الذي كان طوله ستين ذراعا في السماء وعرضه سبعة أذرع، وعلى حسن سيدنا يوسف الذي أوتي شطر الحسن، وأما سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد أوتيالحسن كله .

وزيادة على هذا الوصف قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ((أهل الجنة جرد مرد كحل لايفنى شبابهم )) رواه الترمذي
أي انهم ليس عليهم شعر الا شعرؤ الجفون والحاجبين وشعر الرأس فليس لهم لحى اذ اللحى تخفي من جمال الوجه .

وورد في قوة رجال أهل الجنة الجسدية ما قاله عليه السلام ((ان الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة، حاجة احدهم عرق يفيض من جلده فاذا بطنه قد ضمر فتكون رائحة عرقهم كالمسك )).


أهل الأعراف 
هناك فريق من الناس هم من اهل الأيمان تساوت حسناتهم وسيئاتهم، يمكثون فترة على سور الجنة واسمه الأعراف، ثم يدخلونها بلا عذاب .
يقول الله عز وجل : وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} (46) سورة الأعراف

اي بين الجنة والنار حاجز وهو السور الذي ذكره الله تعالى في قوله : ( يوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (13) سورة الحديد
والسور هو الاعراف وهو سور بين الجنة والنار، فهؤلاء المؤمنون اهل الاعراف يمكثون علا سور الجنه, فيعرفون اهلها بسيماهم اي ببياض وجوههم ويعرفون اهل النار بسواد الوجوه, فينادي اصحاب الاعراف اصحاب الجنه ان سلام عليكم ويقولون عندما يرون اهل النار : {وَإِذَا (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (47) سورة الأعراف
قال ربنا سبحانه وتعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (48) سورة الأعراف
اي ينظر اصحاب الاعراف نحو اصحاب النار فيرون رجالا كانو يعرفونهم في الدنيا فينادونهم باسمائهم، ويقولون ما اغنى جمعكم في الدنيا للمال والولد، وتكبركم ؟! ويكون اهل النار قد اقسموا ان اهل الاعراف سيدخلون الجنة يقول الله تعالى : {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } (49) سورة الأعراف
فيدخلون الجنة اي اهل الاعراف، وعندما يصير اصحاب الاعراف الى الجنة يطمع اهل النار في الفرج بعد الياس فيقولون:يا رب ان لنا قرابات من اهل الجنة فاذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فينظرون اليهم والى ما هم فيه من النعم فيعرفونهم، وينظر اهل الجنة الى قراباتهم من اهل جهنم فلا يعرفونهم فقد اسودت وجوههم, فينادي اصحاب الجنة باسمائهم ويخبرونهم بقراباتهم فينادي الرجل اخاه :يا اخي قد احترقت فاغثني، ويقول اصحاب النار لاصحاب الجنة ان افيضو علينا من الماء او مما رزقكم الله، فيقول اهل الجنة : ان الله حرمهما على الكافرين اي ان الله حرم على الكافرين اي الماء المروي والطعام الهنئ وحياة الرغد والخروج من النار الى ابد الاباد


ادنى اهل الجنة منزله
لن يدخل المؤمنون الجنة دفعة واحدة، بل هم على مراتب ودرجات، فأول من يدخل الجنة الانبياء وفي مقدمتهم حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يتبعهم الاتقياء والصالحون ومن شاء الله من امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم من شاء من باقي الامم، ويكون في النار قد بقى بعض المسلمين العصاة الذين شاء الله لهم العذاب على ذنوبهم فيقضون ما يقضونه في النارثم يخرجون، وفي ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم اهل الجنة الجهنميين)) رواه البخاري .

وقبل الدخول يحصل امر كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال:

(( سال موسى ربه ما ادنى اهل الجنة منزلة ؟

قال : هو رجل يجئ بعدما اهل أُدخل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول :

اي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم واخذو اخذاتهم ؟

فيقال له اترضى ان يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا ؟

فيقول : رضيت رب، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة : رضيت رب، فيقول هذا لك وعشرة امثاله ولك ما اشتهت نفسك و لذت عينك، فيقول : رضيت رب,

قال (( اي موسى )) : رب فاعلاهم منزلة ؟

قال : اؤلئك الذين اردت، غرست كرامتهم بيدي، و ختمت عليها، فلم ترَ عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على قلب بشر )) رواه مسلم .
no image




230 تغريدة في وصف الجنة و نعيمها 



بسم الله الرحمن الرحيم

1- قال بعض السلف:
رأيت الجنة والنار حقيقة !
قيل له: وكيف؟
قال: رأيتهما بعيني رسول الله ﷺ ورؤيتي لهما بعينيه،آثر عندي من رؤيتي لهما بعيني

2- تبدأ جنة الآخرة بجنة الدنيا وهي جنة الذكر و الطاعة فإن سرور القلب مع الله وفرحه به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا وهو حال من أحوال أهل الجنة

3- من كان مستوحشا مع الله في هذه الدار فوحشته معه في البرزخ والمعاد أعظم وأشد،ومن قرت عينه به في الدنيا قرت عينه به عند الموت ويوم القيامة

4- جعل الله الدخول عليه موقوفا على الطهارة فلا يدخل المصلى عليه حتى يتطهر وجعل الدخول إلى جنته موقوفا على الطيب والطهارة،فلايدخلها إلا طيب طاهر

5- يبشره ملك الموت : اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان 
و تبشرهم الملائكة (ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)

6- الصحيحين”أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل... وإن كان من أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله

7- مسلم"لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها
وحديث"نسمة المؤمن إذا مات طائريعلق في شجر الجنة

8-حين يتجاوز المؤمنون الصراط"يحبسون على قنطرة فيقتص من بعضهم لبعض فتتخلى القلوب من الأضغان والأحقاد والغل حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل حال

9- هذا هو الدرس الأول ( و نزعنا ما في صدورهم من غل )
لن تدخل الجنة و في قلبك مثقال ذرة من حسد أو غل أو كبر .. انزعه اليوم قبل أن ينزع منك هناك

10- يمرون بشجرة في أصلها عينان فيشربون من الأولى فلا تترك في بطونهم أذى ويغتسلون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلا يشعثون ولا يتغيرون

11-ثم يساقون إلى الجنة (زمرا)و (وفدا)كل مجموعة مشتركة في عمل متصاحبين مستبشرين أقوياء القلوب كما كانوا في الدنيا وقت اجتماعهم على الخير كذلك

12- فليسوا فرادى بل(زمرا) أي جماعات يؤنس بعضهم بعضا ويفرح بعضهم ببعض 
وهذه الجماعات {وفدا} أي كالوفود إلى الملوك،مكرمون معززون مبشرون بالخير

13- منهم م يدخلها بلا حساب ولا عذاب
يدخلها بعد الحساب لكثرة حسناته
يستحق النار فلا يدخلها ويدخل الجنة بالشفاعة
يدخل ويخرج بالشفاعة
أصحاب الأعراف

14-عندما يصلون الجنة تكون أبوابها مقفلة ولا تفتح إلا بشفاعة خاصة لنبينا ﷺ لإظهار فضلة أمام أهل الجنة كما رآى الناس الشفاعة الكبرى بالموقف

15- للجنة 8 أبواب تفتح لك عند إسباغ الوضوء و على صبرك على فقد الولد و احتسابك الأجر كما أن من أبوابها باباً خاصاً بالصائمين إذا دخلوا منه أغلق

16- الصحيحين"من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان

17من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب..قال أبو بكر:فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟قال نعم وأرجوا أن تكون منهم

18-تخيل عندما تقوم بمثل هذه الطاعات بأن أبواب الجنة الثمانية قد فتحت لك!فتخيل جمال هذه الأبواب و سعتها و مصاريعها ومفاتيحها و أشكال زخارفها

19- إن ما بين المصراعين من أبواب الجنة كما بين مكة و هجر أو مكة و بصرى" فهجر مدينةجهة البحرين وبصرى في الشام و لكن تأمل الإعجاز في هذه المقارنة

20- أثبتت الدراسات الحديثة في الإعجاز العلمي بأن المسافة بين مكة و هجر هي نفس المسافة بين مكة و بصرى و هي( 1273 ) كم 
فسبحان الله.

21- في خطبة ابن غزوان في مسلم"إن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة "و لعل هذا الباب الأعظم حيث أن الجنة درجات والجنة كلما ارتقيت فإنها تتسع

22- أبواب النار مفتوحة لأنها دار مهانة لا يستأذن لها فإذا دخلوها اطبقت عليهم فلا تفتح ابدا وأبواب الجنة مغلقة تحتاج لإذن فإذا فتحت فلا تغلق أبدا

23-(مفتحة لهم الأبواب)تدل الآية على الأمان الذي يتجلى بأكمل صوره في الجنة فالجميع آمن و مطمأن لا يخشى على ماله أو عرضه أو أغراضه و حاجاته

24- كما لا يوجد فيها حرس و لا ملائكة لحفظ النظام و لا قوانين صارمة و لا غرامات بل نعيم كامل و أمن كامل و طمأنينة و راحة من جميع الوجوه

25رأى سالم بن عبدالله بن عمر في المنام كأن أبواب الجنة فتحت إلا بابا واحدا فقال:ما شأنه؟قيل:هذا باب الجهاد ولم تجاهد!فأصبحت وأنااشتري الظهر

26"نحن الآخرون الأولون يوم القيامة "فهذه الأمة وان تأخر وجودها في الدنيا فهي أول من يحشر وأول من يحاسب وأول من يقضي بينهم وأول من يدخل الجنة

27- في الصحيحين"أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر و الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة"و في هذا الحديث عدة فوائد

28- منها أن أنوار أهل الجنة تتفاوت بحسب درجاتهم وكذا صفاتهم في الجمال ونحوه كما جاء وصف كيفية دخولهم الجنة بأنهم " متماسكون آخذ بعضهم بعضا

29- لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم " فيدخل السبعون الفا الجنة صفا واحدا على دفعة واحدة آخذ بعضهم بيد بعض،فتأمل سعة الباب

30- و في الحديث"يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا" و في رواية: بخمسمائة عام" فتختلف مدة السبق بحسب أحوال الفقراء و الأغنياء

31- فمنهم من يسبق بأربعين و منهم ب 500 وإنما يسبق الفقراء الأغنياء إلى الجنة بنصف يوم،لعدم فضول الأموال التي يحاسبون على مخارجها ومصارفها

32- فلا يؤخر عن دخول الجنة لخفة حسابه،والغني يحاسب، فإن كانت حسناته أكثر رفعت درجته عليه بعد الدخول وإن كان مثله ساواه،وإن كان دونه نزل عنه

33- دخول الفقراء و 70 الفا أولا لا يلزم ارتفاع درجاتهم على من يتأخر في دخول الجنة كالأغنياء،بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول

34- ومن جمال صورهم يدخلون الجنة جردا مردا كأنهم مكحلون في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء 33 على صورة أبيهم آدم 60 ذراعاً في السماء

35- قلوبهم صافيه،وأقوالهم طيبة،وأعمالهم صالحة،لا يسمعون كلمة نابية،لا خاطر يكدر،ولا مزاج يُعكر(لا يسمعون فيها لغواً و لا تأثيما*إلا قيلا سلاما..

36- الصحيحين"أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر،لا يبصقون فيها و لا يتغوطون فيها ولا يمتخطون فيها،آنيتهم و أمشاطهم الذهب والفضة

37- ومجامرهم الألوة،ورشحهم المسك،ولكل واحد منهم زوجتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن،لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب رجل واحد

38- قال القرطبي قد يقال أي حاجة لهم إلى المشط وهم مرد وشعورهم لا تتسخ وأي حاجة لهم إلى البخور وريحهم أطيب من المسك قال ويجاب بان نعيم الجنة

39- ليس عن ألم جوع أو ظمأ أو عرى أو نتن وإنما هي لذات متتالية ونعم متوالية والحكمة في ذلك أنهم ينعمون بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا

40- قال ابن الجوزي :
كل شئ خلق الله في الدنيا و ما يجري فيها فهو أنموذج لما يجري في الآخرة، لإن الله شوق بنعيم إلى نعيم و خوف بعذاب من عذاب

41- مسلم"أن موسى سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟
قال:رجل يجئ بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له:أدخل الجنة،فيقول:رب كيف وقد نزل الناس منازلهم

42- فيقال له أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا ؟ 
فيقول رضيت رب !
فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله قال في الخامسة رضيت رب

43- قال رب فأعلاهم منزلة ؟
قال أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر" 

نسأل الله من فضله

44- في الطبراني"أن أدنى أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة " 
قال ابن حجر اسناده قوي

45- عند الدخول يتحفون بأطيب الطعام والشراب
كما سأل الحبر نبينا ﷺ:ما تحفتهم؟قال:زيادة كبد الحوت،قال: فما غذاؤهم على إثرها: قال ينحر لهم ثور الجنة

46- الذي كان يأكل من اطرافها" قال فما شرابهم ؟ قال" من عين فيها تسمى سلسبيلا" قال:صدقت"
فزيادة كبد الحوت"هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد

47- و يقال إنها أهنأ الطعام و أمرأه و هذا يدل على عظم قدر هذه الزائدة فما الظن بالكبد التي هي زائدته فكيف بالحوت الذي حواها ! ابن القيم

48- قال الله عز وجل(جنة عرضها السموات و الأرض) هذا العرض فكيف بالطول ! فإذا كان أدناهم منزلة يعطى مثل الدنيا و عشرة أمثالها فكيف بغيره

49- درجاتها كثير والفرق بين الدرجتين طويل و لقد ورد في سورة الرحمن أربع جنان اثنتان منهما دون الأخريين مما يدل على تفاضل الدرجات في جنات النعيم

50- قال: الضحاك في قوله تعالى {لهم درجات عند ربهم}بعضهم أفضل من بعض ، فيرى الذي هو أسفل منه، و لا يرى أنه فضل عليه أحد من الناس

51- و في البخاري"لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها"قدر سوط تملكه في الجنة أعظم من جميع ما في الدنيا فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات

52- إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الغابر من الأفق لتفاضل ما بينهم"فأهل الدرجات العلا يراهم من هو أسفل منهم كالنجوم

53- حتى قال الصحابة:اولئك النبيون!قال ﷺ:بلى والذي نفسي بيده،وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين"فهذه المنازل العالية لمن تدرج في منازل العبودية

54- ق ابن تيمية:المنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء.قال ابن رجب:وقيام الليل يوجب علوّ الدرجات(ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما

55- تأمل هذا الحديث العجيب لتدرك المساحة الهائلة للجنة"إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض

56- في المسند"يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخرشيء معه"هذا صريح في أن درج الجنة تزيدعلى 100 درجة

57- القاعدة:أن دخول الجنة بفضله"لا يدخل أحدكم الجنة بعمله"ثم يتقاسمون درجاتها بأعمالهم(و نودوا أن تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون

58- أعلى درجات الجنة هي(الوسيلة)قيل يا رسول الله ﷺ ما الوسيلة؟قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو"ليس فوقها درجة“

59- وسميت درجة النبي ﷺ الوسيلة لأنها أقرب الدرجات إلى العرش وأقربها إلى الله ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها وأعظمها نورا

60- فلما كان رسول الله ﷺ أعظم الخلق عبودية لربه و أعلمهم به وأشدهم له خشية كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله وهي أعلى درجات الجنة

61-أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأعلاها ذاتا وقدرا عرش الرحمن وكل ما قرب إلى العرش كان أنور وأزهر فلذا كان الفردوس أعلى الجنان وأفضلها\ القيم

62- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : درجات أهل النار تذهب سفولاً ، و درجات أهل الجنة تذهب صعوداً ا.هـ
فعلو المنازل على قدر التزود من الفضائل

63- أهل الطبقة العليا يعلمون حال أهل السفلى من غير عكس، كما أن أهل الجنة ينزل الأعلى إلى الأسفل،ولا يصعد الأسفل إلى الأعلى حتى لا يحزن أحد

64- أخبر سبحانه برفع درجة الأبناء إلى درجة الآباء وإن لم يعملوا عملهم لتقر أعينهم بهم ويتم سرورهم وفرحهم ولم ينقص من عمل الآباءشيئا بهذا الإلحاق

65- تراب الجنة:
جاء في الترمذي بأن تربتها(الزعفران) 
و في الصحيحين " أدخلت الجنة فإذا فيها جناذب [قباب] اللؤلؤ و إذا ترابها ( المسك ) ".

66- يجمع بينها بأنها تختلف باختلاف الجنة فبعض الجنان ترابها مسك و بعضها زعفران و قيل اللون لون الزعفران و الريح ريح المسك و هذا أجمل ما يكون

67- و قيل تفسيرها بقوله”ملاطها المسك “أي ما يجعل بين اللبنتين من الطين من المسك،و الجنة ماؤها كثير فإذا اختلط بترابها من الزعفران صار طين مسك

68- في مسلم سأل النبي ﷺ ابن الصياد عن تربة الجنة: فقال: درمكة بيضاء مسك خالص" و في المسند:سأل اليهود؟ فقالوا: خبزة فقال:"الخبز من الدرمك"

69- قال ابن رجب”والتي تجتمع به هذه الأحاديث أن تربة الجنة في لونها بيضاء ومنها ما يشبه لون الزعفران في بهجته وإشراقه وريحها ريح المسك الخالص

70- وطعمها طعم الخبز الحواري الخالص وقد يختص هذا بالأبيض منها فقد اجتمعت لها الفضائل كلها لا حرمنا الله ذلك برحمته وكرمه. ا.هـ كلام ابن رجب

71- لا يوجد في الجنة حصى أو حجارة صغيرة بل " حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت" و ترابها الزعفران و المسك و ما بين اللبنتين مسك " ملاطها المسك“

72- فترابها نعيم،حصباؤها نعيم وبناؤها نعيم وتجري في وجوه اهلها نضرة النعيم من يدخلها ينعم فلا يبأس ويخلد فلا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفني شبابهم

73-مساكن أهل الجنة على ثلاثة أنواع : 
أ‌-القصور
ب‌-الغرف
ت‌-الخيام

74-فالقصور جاءت الأحاديث بأنها على ثلاثة أنواع : 
أ‌-قصور من ذهب 
ب‌- من فضة 
ت‌- من لؤلؤ

75- دخلت الجنة فإذا أنا بقصر مشرف مربع من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟قالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو؟قالوا لعمر بن الخطاب"الصحيحين

76- وفيهما" أن جبريل قال للنبي ﷺ :هذه خديجة أقرئها السلام من ربها،وأنه يبشرها ببيت في الجنة من قصب،لا نصب فيه ولاصخب"والقصب هو اللؤلؤ المجوف

77- و أما قصور الفضة ففي الصحيحين"جنتان من ذهب آنيتهما و ما فيهما ، و جنتان من فضة آنيتهما و ما فيهما" فالجنة الثانية مساكنها وما فيها من فضة

78- جمع ابن رجب وابن حجر بينه وبين حديث(الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة)أن الأول صفة ما في كل جنة من آنية ومباني وغيرها والثاني صفة حائط الجنة

79- و استدلوا بالحديث الذي رواه البيهقي "أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة" صححه الالباني

80- الثاني من مساكنهم(الغرف)في قوله(لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية)فأخبر بأنها مبنية حقيقة كأنك تنظرإليها وبعضها ارفع من بعض

81- "إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام و ألان الكلام و أفشى السلام وصلى بالليل و الناس نيام

82- النوع الثالث من مساكنهم"الخيام " كما قال تعالى (مقصورات في الخيام) فالعرب تحب الخيام وهي من أوتاد و حبال ويحتاج حملها وبناؤها إلى مشقة وعناء

83- خيام الجنة تشترك معها في الاسم فقط ففي الصحيحين"أن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها 60 ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن

84- تخيل هذه اللؤلؤة العظيمة التي قديكون طولها 100كم وعرضها كذلك بحساباتنا اليوم وهي غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار

85- فمن عرف أوصاف هذه المساكن وأنواعها فلا شك بانه سيحرص على الفوز بها لأن النفوس شديدة التعلق بالسكن فكيف إذا كانت هذه المساكن من ذهب وفضة لؤلؤ

86- "من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة"و حديث من حمد و استرجع عند موت ولده "و المحافظة على السنن الرواتب في اليوم و الليلة

87- أنهارها من غير اخدود جرت..سبحان ممسكها عن الفيضان إذ كثيراً ما نسمع في القرآن ونقرأ{تجري من تحتها الأنهار}فما هي أنهارها و أنواعها وميزاتها؟

88- جمع الله أنهارها في آية من سورة محمد{فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهر من خمر لذة للشاربين و أنهار من عسل مصفى}

89- إذاً فيها أنهار غير معهودة في الدنيا و لا نظير لها ، إذ لا نتخيل وجود أنهار اللبن أو الخمر أو العسل تجري بتدفق و اندفاع في دنيانا اليوم

90- و خص هذه الأنهار بالذكر لكونها أفضل الأشربة فالماء لريهم و طهورهم و العسل لشفائهم و نفعهم و اللبن لقوتهم و غذائهم و الخمر للذتهم وسرورهم

91-فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة و نفى عن كل واحد منها الآفة التي تعرض له في الدنيا فآفة الماء أنه يأسن و يأجن من طول مكثه و آفة اللبن

92- أن يتغير طعمه إلى الحموضة ويصير قارصا وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي للذة وآفة العسل عدم تصفيتة و كثرة الغش بفيه فنفى الله هذه العيوب كلها

93- من اين تتفجر أنهار الجنة ؟ " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة

94- {ختامه مسك} قال ابن رجب:وهذا يدل على أن أنهارها تجري على المسك ولذلك يرسب منه في الإناء في آخر الشراب كما يرسب الطين في آنية الماء في الدنيا

95- في البخاري"بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ والمجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك

96- حافتاه اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت طعمه احلى من العسل،لونه ابيض من الثلج حوله طيور رقابها كرقاب الجزور يعني مثل الإبل

97- ينصبون الخيام على حافة الكوثر فيشربون منه،يتمتعون بطعمه وينتشون بريحه ويأكلون من هذه الطيور فيا لها من رحلة ما أجملها ونزهة ما الذها وأطيبها

98- هذا الكوثر له ميزابان يصبان في حوض النبي ﷺ في المحشرإذ لكل نبي حوض هناك لا تشرب منه إلا أمته وهم يتباهون أيهم أكثر واردا
اللهم اسقنا منه

99- كما يوجد فيها العيون التي تختلف عن عيون الدنيا،فذكر القرآن أماكنها:
{في جنات وعيون}في بساتينهم
{في ظلال وعيون}أماكن جلوسهم ومتنزهاتهم

100- في آيات العيون لطيفة يحسن تأملها وهي التفريق بين الأبرار و المقربين فالمقربون أخلصوا فخلص شرابهم والأبرار خلطوا و مزجوا فمزج لهم شرابهم

101- في سورة الرحمن التفريق بين الجنة الأولى(تجريان)والجنة الثانية(فيهما عينان نضاختان)
في المطففين(ومزاجه من تسنيم)ما هي(عينا يشرب بها المقربون

102- وفي الانسان عين السلسبيل للمقربين يشربون منها خالصة و يمزج للأبرار منها لأن أولئك أخلصوا أعمالهم لله فأخلص شرابهم وهؤلاءمزجوا فمزج لهم

103- كما أخبر بأنها تمزج لهم بالكافور أولا وما فيه من البرد وطيب الرائحة ثم تمزج لهم بالزنجبيل ثانيا وهو حار طيب الرائحةفيقابل برودته بحرارةالآخر

104- ففي الآيات التي جاء فيها ذكر (العيون )رسالة سلوكية تربوية مهمة بأنك ستحصد غدا ما تزرعه اليوم في حياتك فهناك فرق حتى لو دخلت الجنة

105- قدم رسول الله ﷺالمدينة وليس بها ماءيستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة يجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة فاشتراها عثمان

106- آنية الجنة ذكرها القرآن 5 أنواع:

أ‌-الصحاف وهي القصعة للأكل
ب‌-الأباريق: لها عرى و خرطوم و يصب منها في الأكواب
ج- الأكواب
د-الكأس

107- الخامس{قوارير من فضة}فهي مما لا نظير له في الدنيا إذ لها بياض الفضة وصفاء الزجاج وشفافيته{قدروها تقديرا} أي على قدر حاجتهم لا تزيد و لا تنقص

108- (كأساً دهاقا) و هي الممتلئة و المتتابعة فهي لا تنقص عن قدر حاجته و لا تزيد كما أنها تدور بلا انقطاع و لا خوف من مضرتها بسبب كثرة الشرب

109- فرش أهل الجنة متنوعة و ناعمة و جميلة و مرتفعة و لينة و مبثوثة فهي من سرر و نمارق و زرابي و ارائك و رفرف و عبقري حسان

110- فالسرر جاءت 4 صفات:
أ‌-(مرفوعة) 
ب‌-(موضونة)مضفورة بالذهب 
ت‌-(متقابلين) ليس بعضها خلف بعض
ث‌-مصفوفة) بعضها إلى جانب بعض لا بعيدا عن بعض

111- العادة أن بطائن الفرش الذي لا يراه الناس لا يهتم بجودته و لكن في الجنة( بطائنها من استبرق) فبطونها خالص الحرير فما بالك بظاهره !

112- (نمارق مصفوفة ) هي الوسائد المرتبة حيث يحتاجها الانسان للاستناد و الاتكاء و الترفه فهي مصفوفة و جاهزة للخدمة و الاستعمال و الزينة

113- (زرابي مبثوثة )هي البسط والزوليات منتشرة في كل مكان وجاهزة للجلوس والاستخدام لا يحتاج الانتفاع بها إلى انتظار كما أنها تعطي الجمال للمجلس

114- (رفرف خضر ...) هي ما يوضع فوق المجالس للزينة و حسن المنظر فتزيد عليها حتى تصير كالرف من تحته لزيادة الحسن و المنظر

115-(عبقري حسان ) منسوج نسجاً حسناً فاخرا جميلاً لهذا وصفها بالحسن الشامل و هذا يشمل حسن الصنعة و حسن المنظر و نعومة الملمس

116- من كمال المجلس وحسنه : وجود الخدم للخدمة وتوفير ما يحتاجونه فذكرمن صفاتهم بأنهم(مخلدون)فهم مخلوقون للخدمة فلايموتون

117- كما وصفهم بقوله(كأنهم لؤلؤ مكنون )والمكنون هو المستور المصون الذي لم تبتذله الأيادي فهم غاية في الحسن و الجمال والبهاء و البياض وحسن الخلقة

118- كما يدل قوله (لؤلؤ مكنون) بأن الخدمة لم تذهب تلك المحاسن وذلك اللون والصفاء والبهجة بل مع انتصابهم لخدمتهم تراهم (كأنهم لؤلؤ مكنون)

119- (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا ) إشارة إلى أنهم غير معطلين بل مبثوثون منتشرون في خدمتهم و تلبية حوائجهم بسرعة و نشاط و استمتاع

120- كما يدل على سعة المكان وتفرقهم في حوائج سادتهم وذهابهم ومجيئهم بحيث لا يحتاجون إلى أن ينضم بعضهم إلى بعض بسبب ضيق المكان

121- أما اشجارها و بساتينها فهي من النعيم العظيم الذي وعد الله به أهل الجنة فسيكون الحديث عن (شكلها – ورقها – ثمرها - ظلها)

122- ففي الصحيحين " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع (في ظلها ) مائة عام لا يقطعها " و اقرءوا إن شئتم {و ظل ممدود}

123- قال كعب الأحبار لو أن رجلا ركب جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة 100عام ما بلغها حتى يسقط هرما إن الله غرسها بيده ونفخ فيهاوإن أصلها من وراء سورالجنة

124- أقبل أعرابي فقال يا رسول الله ﷺ ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذى صاحبها قال رسول الله ﷺ:وما هي؟قال السدر فإن له

125- شوكا مؤذيا قال أليس الله يقول{في سدر مخضود}خضد الله شوكة فجعل مكان كل شوكة ثمرة"وهذا الشوك من عيوب الشجر في الدنيا التي لا توجد في شجر الجنة

126- و من عيوب الشجر التي لا توجد في الجنة ايضا تقلص الظل و انعدامه و كذلك ثمرها الذي ربما ينقطع في بعض الأوقات أو لتعسره أو لسبب آخر

127- فنفى الله العيوب(أكلها دائم و ظلها}فثمرها وظلها دائم لا ينقطع وكذلك(لا مقطوعة ولا ممنوعة)فثمرها لا ينقطع ابدا و لا يمنع بل

128- {قطوفها دانية}سهلة لمن ارادها قياما وقعودا ومتكئين{و ذللت قطوفها تذليلا}{قالوا هذا الذي رزقنا من..}التفاح والرمان لكن الشكل الحجم الطعم يختلف

129- قالوا:يا رسول الله:رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك تكعكعت فقال:إني رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

130- و في حديث الاسراء في صحيح البخاري " ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر و إذا ورقها مثل أذان الفيلة"

131- استنتج ابن كثير على عظم ثمار الجنة بذكر السدر والطلح وأن هذا من باب التنبيه بالقليل على الكثير فإذا كان ثمرهما ضعيف و شوكهما كثير

132- ومع هذا جاء ذكر عظم ثمر السدر"كقلال هجر"وعدم وجود الشوك فيهما فما ظنك بالتفاح،والنخل،والعنب،وغير ذلك ؟ فما ظنك بالرياحين، و الورود و الزهور

133- ابن القيم:وأشهد الله عباده في هذه الدار آثارا من الجنة،منها الرائحة الطيبة،واللذات المشتهاه، والمناظر البهية،والفاكهة الحسنة،والنعيم وقرةالعين

134-ريح الجنة تُشم من مسيرة 500 عام و بعضهم 100 و 70 وفي البخاري 40 عاما ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال

135- فمن أدركه من مسافة بعيدة أفضل ممن أدركه من مسافة قريبة و الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف و هذا يدل على عظم رائحتها و عبيرها

136- ثمة ذنوب تمنع من رائحة الجنة إما على الدوام كالكفار،أوابتداء فيسبقهم الناس إلى ريح الجنة وهم يتأخرون بسبب ذنوبهم منها نساء كاسيات عاريات

137-ومنهم من تعلم العلم لغير الله، ومن قتل معاهدا، ومن انتسب إلى غير نسبه، ومن غش رعيته ولم ينصح لها، ومنهم امرأة طلبت الطلاق بلا سبب وجيه

138- في الترمذي " ما في الجنة من شجرة إلا و ساقها من ذهب "فشجرها نور و جمال ورائحة وظل ظليل و ثمر في متناول اليد و طعم يختلف ابد الآبدين

139- رفع سلمان الفارسي عويدا من الأرض و قال:لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده!
قال جرير:وأين النخل والشجر؟ 
قال:اصولها اللؤلؤ و الذهب وأعلاه التمر

140- في البخاري"أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع فقال له أولست فيما اشتهيت فقال:بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته

141- واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله عز وجل : دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء والمراد أنه لما بذر لم يكن بين ذلك وبين

142- استواء الزرع ونجاز أمره كله من البذر و القلع والحصد والتذرية والجمع والتكويم إلا قدر لمحة البصر

143- قال ابن حجر : وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها .

144- رأيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال:يا محمد أقرئ على أمتك السلام،وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء،وأنها قيعان،وغراسها قول

145- سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر،ولا حول ولا قوة إلا بالله"فكما أن الجنة قيعان وهو غراسها فكذلك القلوب خراب و الذكر عمارها

146- سئل أعرابي رسول الله ﷺ : أخبرني عن ثياب أهل الجنة أتخلق خلقا أم تنسج نسجا فضحك بعض القوم فقال رسول الله ﷺ تضحكون من جاهل يسأل عالما

147- فسكت النبي ﷺ ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب أهل الجنة فقال ها هو ذا يا رسول الله ﷺ قال: "لا بل يشقق عنها ثمر الجنة" ثلاث مرات.

148- "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني قيل:وما طوبى قال شجرة في جنة مسيرة 100عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"ص الالباني

149- فهناك طريقتين لصنع ملايس أهل الجنة : 
شجرة طوبى بمثابة ( مصنع ) لملابسهم
و الثانية تفتق ثمار الجنة عن ثيابهم

150- و هذه الملابس يصدق عليها قوله ﷺ " ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر " في منظرها و زينتها و جمالها و لينها

151- فأخبر سبحانه و تعالى بأن (لباسهم فيها حرير ) و هذا الحرير نوعان (يلبسون من سندس و استبرق)
فالسندس ما رق من الحرير 
والاستبرق ما غلظ منه

152- كما أخبرنا بلون ثيابهم(عاليهم ثياب سندس خضر و استيرق) فالحرير ألين اللياس والأخضر أحسن الألوان فجعل افضل الألوان للعين و الين الملابس للجلد

153- و اخبرنا بقوله {عاليهم }بأن هذا اللباس ظاهراً بارزا يجمل ظواهرهم و ليس باطنا مخفيا بل يلبس فوق الثياب للزينة والجمال وحسن المنظر والبهاء

154- أهدي للنبي ثوب حرير فتعجبوا من لينه فقال ﷺ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا)فمناديله التي يمسح بها يديه أفضل من هدايا الملوك وحريرها

155- صحيح مسلم"من يدخل الجنة ينعم و لا يبأس لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم..) فثيابهم في الجنة لا تبلى بل لا تزال عليهم الثياب الجدد أبد الآبدين

156- في هذا تعريض بذم الدنيا الفانية فما عيبت بأكثر من ذكر فنائها وتقلب أحوالها فإنه وإن نعم فيها فإنه يبأس ومن أقام فيها فإنه يموت ولا يخلد

157- و من اللباس الخمار" و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها " رواه البخاري، فخمارها خير من الدنيا كلها فما بالك بصاحبة الخمار !

158- إضافة إلى حسن ملابسهم و لينها و جمالها كذلك يلبسون الحلي في إطرافهم و التيجان على رؤوسهم ليزدادوا حسنا و جمالا و ترفها في جنات النعيم

159- و قد جاء حليهم على له ثلاثة أنواع :
أ- الذهب 
ب- اللؤلؤ كما في سورة فاطر (و حلوا أساور من ذهب و لؤلؤا ..)
ج - من فضة( و حلوا أساور من فضة)

160- تحتمل آية فاطر :
أ- أن يكون حليهم من ذهب و بعضهم من لؤلؤ
ب- أن تكون أساور ذهب مرصعة باللؤلؤ 
ج- أو أسورة من ذهب و اخرى من لؤلؤ

161- جاء في الترمذي ( لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ) السلسة الصحيحة 3396

162- ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا وما فيها بتعليم ولدهما القرآن،و(أن عليهم التيجان وأن ادنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب)احمد

163- وفي مسلم "يأكل أهل الجنة ويشربون لا يمتخطون ولا يتغوطون و لا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس

164- فتضمن هذا الحديث اكلهم و شربهم و مصرف هذا الأكل و الشرب و نفى عنهم المخاط و قضاء الحاجة و البصاق و كل عيب و قذر و نقص ملازم للآدمي في الدنيا

165- فالجنة فيها الخبز و اللحم و الفاكهة و الحلوى و أنواع الأشربة من الماء و اللبن و العسل و الخمر و ليس في الدنيا من هذا إلا الأسماء فقط

166- (و أمددناهم) بالفاكهة و اللحم،وبعده الشراب(يتنازعون فيها كأسا ) فيشرب أحدهم ويناول صاحبه ليتم بذلك فرحهم وسرورهم و تمتعهم بالأكل والشرب

167-وبشرهم بأن هذا الشراب{لا لغو فيها ولا تأثيم} فنفى السباب والتخاصم والتعارك و كل ما لا فائدة فيه وما يكون سببا للإثم من القول والفعل

168- كما نفى كل عيوب الخمر الموجودة في الدنيا من الصداع و ذهاب العقل ووجع البطن مع كراهة الطعم و الرائحةو وصفها بضدها من الصفاء والجمال واللذة

169-قال ابن الجوزي:لما كانت اغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال لم يكن فيها أذى ولا فضلة تستقذر بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه

170- و حيث أن أهل الجنة لا يبولون و لا يتغوطون فيكون مصرفهم عن طريقين هما :
الرشح كرشح المسك 
و الجشأ ففي الحديث "ذلك جشاء كريح المسك "

171- سئل نبينا ﷺ : ما بال الطعام – يعني مصرفه - قال"جشاء ورشح كرشح المسك"
و قال أيضا"حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر"

172- {و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا} قال ابن تيمية: والجنة ليس فيها شمس ولا قمر و لا ليل و لا نهار لكن تعرف البكرة و العشية بنور يظهر من قبل العرش

173- كذلك لهم يوم المزيد يوم الجمعة يعرف بما يظهرمن الأنوار الجديدة القوية وإن كانت الجنة كلها نور لكن في بعض الأوقات نور آخر يتميزالنهارعن الليل

174- أما أزواجهم في الجنة فقد وصفهن الله بأجمل الأوصاف الظاهرة و الباطنة و جلاهن للمشمرين بأكمل وصف و أرقه و أجمعه بما لا مزيد عليه

175- { و بشر الذين آمنوا)إلى (و أزواج مطهرة}فجمع لهم في هذه البشارة بين نعيم البدن ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ودوام العيش{وهم فيها خالدون}

176- فالمطهرة هي من طهرت من الحيض والنفاس والغائط و المخاط والبصاق وكل قذر كما طهر لسانها وطرفها وأخلاقها فيشمل الطهارة الظاهرة و الباطنة

177- تسأل النساء:ما لنا في الجنة؟
وكل وصف لنعيم الجنة فإنها مخاطبة ومبشرة به فقد أعد الله لها في الجنة مالا عين رأت و لاأذن سمعت وخطر على قلب بشر

178- {و ننشئكم في مالا تعلمون}أي نغير يوم القيامة من صفاتكم وأحوالكم فلا غيرة و لا حسد ولا غل ولا حقد ولا حتى كلام ولا مشاعر ولا أحاسيس مؤذية

179- في هذه الآية ونظيراتها حل لكثير من التساؤلات بأن حياتها في الجنة تختلف عن حياتها اليوم اختلافا جذريا في نعيم أبدي سرمدي مقيم فهنيئا لها

180- {حور عين}فالحوراء التي يحار فيها الطرف من رقتها و صفائها فالعين الحوراء إذا اشتد بياض أبيضها وسواد أسودها مع بياض الجسد و العيناءعظيمة العين

181- مع هذا الحسن و الجمال وصفهن الله بأنهن {قاصرات الطرف}في ثلاثة مواضع من القرآن أي أنهن قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم

182- {مقصورات في الخيام}فوصفهن بصفات النساء المخدرات المصونات بقصر الطرف على الزوج اولا ثم قصر الرجل عن التبرج و البروز و الظهور للرجال

183- هنا رسالة واضحة ومباشرة لكل أنثى بأن قصر الطرف وقصر الرجل من أصول أخلاق النساء حتى في الجنة فهذا الصراط المستقيم فلا قول بعده لمقصر أومشوه..

184- كما أنهن {اتراب}قال ابن عباس:مستويات على سن واحد وميلادواحد بنات33 ا.هـ فلسن عجائز ولا صغيرات لايطقن الوطء ولا متفاوتات حتى لا تهلكهن الغيرة

185- و وصفهن ايضا بأنهن {خيرات حسان}فجمع لهن حسن الباطن و الظاهر فهن :
خيرات الأخلاق و الشيم و هذا جمال الباطن 
و حسان الوجوه جمال الظاهر

186- قال ﷺ" إن الجنة لا يدخلها عجوز" فبكت عجوز فقال نبينا ﷺ"أخبروها أنها ليست يومئذ بعجوز إنها يومئذ شابةإن الله عز وجل يقول{إنا أنشأناهن إنشاء}

187- ومن وصفهن بأنهن{عربا} وهن العواشق المتحببات الغنجات الشكلات المتعشقات الغلمات وهذا يتضمن حسن العشرة وحسن الصورة وهذا غاية ما يطلب من النساء

188- تأمل رواية البخاري"ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا و لأضاءت ما بينهما و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و..

189- وجاء في أول زمرة تدخل الجنة و التي تليها بقوله ﷺ"و لكل امرئ منهم زوجتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم و ما في الجنة أعزب" رواه البخاري و مسلم

190- في الترمذي"يُعطى المؤمن في الجنة قوة كذا و كذا من الجماع قيل يا رسول الله : أو يطيق ذلك؟قال"يُعطى قوة 100" قال ابن القيم: هذا حديث صحيح.

191- وعند أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث زيد بن أرقم رفعه " إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة" صحيح

192- ومع هذا فلا تلحقهم جنابة ولا يحتاجون إلى تطهير ولا ينتابهم ضعف أوفتور ولا يشعرون بتعب أوانحلال للقوة بل وطؤهم وطء تلذذ والتذاذ و نعيم

193- قال ابن القيم:وأكمل الناس في الجنة أصونهم لنفسه في هذه الدار عن الحرام،فكما أن من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرةوكذلك من لبس الحرير

194- فهذه قاعدة مهمة :

من ترك اللذة المحرمة لله في الدنيا، استوفاها هناك كاملة

ومن استوفاها هنا ،حرمها في الآخرة أو نقص منها

195- القاعدة الثانية:
من تنوعت أعماله الصالحة في الدنيا،تنوعت الأقسام التي يتلذذ بها في الجنة
وليس عذاب من ضرب في كل معصيةبنصيب كمن ضرب بسهم واحد

196- قال ابن القيم
محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم ولهذا والله أعلم كان أهل الجنة(مردا)ليكمل استمتاع نسائهم بهم كما يكمل استمتاعهم بهن

197- كماأن العلاقة ليست شهوة جسدية فقط بل هذه تمثل جانبا من جوانب متعددة فتأمل قوله{هم و أزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون*يدعون فيها بكل فاكهة

198- حسن المجلس{موضونة}
مع الانس {متقابلين}
والخدم معهم اباريق لتعبئة الاكواب والكاسات
ووجود الفاكهة واللحم والحور
إنها صورة من الجنة

199- ومنها قوله{في روضة يحبرون}إذ تغني لهم أزواجهم في الجنة في مجالس أنس وروضات لا يعلم لذتها و طبيعتها إلا من أكرمه الله بها ففي صحيح الجامع

200- " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن اصوات، ما سمعها أحد قط، و إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعين

201- و إن مما يغنين :نحن الخالدات فلا يمتن و نحن الآمنات فلا يخفن نحن المقيمات فلا نظعن " قال محمد بن المنكدر:إذا كان يوم القيامة نادى مناد

202- :أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم و أنفسهم عن مجالس اللهو و مزامير الشيطان أسكنوهم رياض المسك و أسمعوهم تمجيدي و تحميدي"

203- ومن نعيم أهلها زيارة بعضهم بعضا فيتحدثون فيما كان بينهم في الدنيا و منها ما في سورة الصافات{فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون*قال إني كان لي قرين

204- قال حميد بن هلال:بلغنا أنهم يتزاورون فيزور الأعلى الأسفل ولا يزور الأسفل الأعلى ا.هـ هذا فيه مراعاة لهم إذ يظن الواحدبأنه في أعلى المنازل

205- {فلا تعلم نفس ما أخفي} فيها أن في الجنة نعيم لا يعرف ماجنسه ولا قدره ولا شكله لا يخطر على بال ولم يدر في خيال ولا يتوهمه عقل ولا تدركه أماني

206- من يتخيل أن يكون في هذا النعيم من النساء والمآكل والمشارب والمناظر الجميلة والأنهاروالعيون والخدم ثم يذهل عنه وينساه ولا يتذكره!هل يكون هذا؟

207- نعم حين يعطيهم ربهم أفضل نعيم يعطاه مخلوق ففي مسلم"إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه

208- يقولون ما هو؟ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهو الزيادة

209- " فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه " فعُلم أن لذة النظر هي أعظم النعيم لذا سُن الدعاء بسؤالها " و أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم

210- وكما أنه لا نسبة لنعيم ما فى الجنة إلى نعيم النظر إلى وجه الأعلى سبحانه، فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته وطاعته والأنس به

211- وأخبر النبي ﷺ (أن في الجنة ما لا عين رأت،ولا أُذن سمعت،ولا .. )فإذا كان نعيم الجنة وهو خلق من خلق اللّه كذلك فما ظنك بالخالق ـ سبحانه !

212- فتتنعم قلوبهم وابصارهم برؤيته ولاسيما في أوقات الصلوات في الدنيا ، كالجمع والأعياد ،والمقربون منهم يحصل ذلك لهم كل يوم 2 في وقت الصبح والعصر

213- قال ابن رجب:كل يوم كان للمسلمين عيدا في الدنيا فإنه عيد لهم في الجنة يجتمعون فيه على زيارة ربهم ويتجلى لهم فيه ويوم الجمعةفي الجنة:يوم المزيد

214- فأما خواصهم فكل يوم لهم عيد يزورون ربهم كل يوم مرتين بكرة وعشيا فكما كانت أيامهم كلها لهم أعيادا صارت أيامهم في الآخرة كلها أعيادا

215-قال ابن تيمية:وقد جاءت الآثار عن النبي ﷺبأنه ـ تبارك وتعالى ـ يتجلى لعباده المؤمنين يوم الجمعة، وأن أعلاهم منزلة من يرى اللّه كل يوم مرتين

216- عن عبد الله بن مسعود:سارعوا إلى الجمعة فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل جمعة في كثيب من كافور فيكونون في قرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعة

217- "وكان ابن مسعود لا يسبقه أحد إلى الجمعة فجاء يوم وقد سبقه رجلان فقال:رجلان و أنا الثالث ! إن الله يبارك في الثالث

218- مسلم"إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة،فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا،فيقول لهم أهلوهم لقد ازددتم بعدنا حسنا

219- قال ابن الأثير:رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة،والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة،بلغنا الله منها مانرجو"
هذه أشرف مسائل الدين

220- بعد استقرار أهل الجنة فيها يكلم الله أهل الجنة و يناديهم لذا بوب البخاري في صحيحة ” باب كلام الرب مع أهل الجنة “

221- قال النبي ﷺ:إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد

222- اعطيتنا ما لم تعط أحدا م خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا
223- يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح على قنطرةبين الجنة والنارثم ينادى :ياأهل الجنة خلودولا موت ويا أهل النار خلودولاموت

224- فلا تعب ولا كدر و لا لغو و لا صخب و لا موت و لا عذاب (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى و ما نحن بمعذبين *إن هذا لهو الفوز العظيم*..

225- قال ثابت البناني: 
لقد أُعطي أَهل الا الجنة خصالا لو لم يُعطوها لم ينتفعوا بها يشبون فلا يهرمون أبدا
ويشبعون فلا يجوعون أبدا

226- ويكسون فلا يعرون أبدا 
ويصحون فلا يسقمون أبدا 
رضي الله عنهم 
لا اختلاف بينهم ولا تباغض 
قلوبهم قلب واحد 
يسبحون الله بكرة و عشيا.

227- يلهمون التسبيح"
قال ابن تيمية"إن هذا التسبيح والتكبير لون من ألوان النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة وليس هذا من عمل التكليف بل تتنعم به النفس

228- لنتذكر أن الله حرم الجنة على الكافر(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنةو مأواه النار)فحري بكل مسلم أن يعرف نعمة الله و ليحذر الخراب!

229-قال رجل لأحد العلماء عظني وأوجز! قال:إن الله أَوحى إلى نبي من أَنبيائه:قل لقومك:لو كانت المعصية في بيت من بيوت الجنة لأَوصلت إليه الخراب

230- تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء(دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين)

الحمد لله رب العالمين
no image

وصف الجنة ونعيمها
الجنة كما ورد في وصفها لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة, وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة. ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال:"قلنا يا رسول اللَّه: مم خُلقت الجنة؟ قال:""من الماء" "قلنا: أخبرنا عن بناء الجنة؟ قال:" "لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها: أي طينها، المسك الأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه." وصدق الله حيث يقول: إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار. وأبواب الجنة: ثمانية، يدخل منها المؤمنون كما تدخل الملائكة، باب من الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين لا يدخل منه غيرهم. وهناك باب للمكثرين من الصلاة، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وأيضا الذي يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقول: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها يشاء، وهناك باب خصه الله تعالى لمن لاحساب عليهم وهو باب الجنة الأيمن. وتفتح أبواب الجنة كافة في رمضان، وفي الأحاديث ذكر أن ما بين المصراعين من كل باب مسيرة أربعين سنة، وللجنة أنهار وعيون وأشجار وقصور ونور وريح، أما أنهار الجنة فحدثنا عنها الرسول الكريم حين قال أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، وهما النيل والفرات، ونهران باطنان هما نهران في الجنة. ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء واللبن والخمر والعسل المصفى وأما عيون الجنة فعين الكافور، وعين التسنيم، وهناك عين تسمى السلسبيل، والجنة ليس فيها ليل ونهار، وإنما هو نور دائم أبدا. ويقول ابن تيمية في هذا الموضوع "الجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش" وريح الجنة عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة أربعين عاما وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، سدرة المنتهى، وهذه ذكرت في محكم التنزيل. وشجرة الطوبى: وهذه شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة وسيد ريحان الجنة الحناء وسيقان أشجار الجنة من ذهب. عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ولا يقطعها، اقرءوا إن شئتم" وَظِلٍّ مَمْدُودٍ "وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرؤوا إن شئتم" فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ الآية. "ولموضع سوط في الجنة خيرُ من الدنيا وما فيها، اقرؤوا إن شئتم" فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ . وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "إن في الجنة حوراء يقال لها لعبة خلقت من أربعة أشياء: من المسك والعنبر والكافور والزعفران، وعجن طينها بماء الحيوان، فقال لها العزيز كوني فكانت، وجميع الحور عشاق لها، ولو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر، مكتوب على نحرها: من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي" . وقال مجاهد: "أرض الجنة من فضة وترابها مسك وأصول شجرها فضة وأغصانها لؤلؤ وزبرجد والورق والثمر تحت ذلك، فمن أكل قائماً لم يؤذه ومن أكل جالساً لم يؤذه، ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه " ثم قرأ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً يعني قربت ثمرتها حتى ينالها القائم والقاعد. وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "والذي أنزل الكتاب على محمد صلى اللَّه عليه وسلم إن أهل الجنة ليزدادون جمالاً وحسناً كما يزدادون في الدنيا هرماً" ، وعن صهيب أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا وأدخلنا الجنة وأخرجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالذي نفسي بيده ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم من النظر إليه" . وروى أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال "جاء جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: يا جبريل ما هذه المرآة البيضاء؟ قال:هذه الجمعة وهذه النكتة السوداء الساعة التي تقوم في الجمعة قد فضلت أنت بها وقومك على من كان قبلك، فالناس لكم فيها تبع: يعني اليهود والنصارى، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يسأل اللَّه تعالى من خير إلا استجاب اللَّه له ولا يستعيذه من شر إلا أعاذه منه. قال: وهي عندنا يوم المزيد. قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: وما يوم المزيد؟ قال : إن ربك اتخذ وادياً في الفردوس فيه كثيب من مسك فإذا كان يوم الجمعة حفت بمنابر من نور عليها النبيون، وحفت بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الصديقون والشهداء والصالحون، وينزل أهل الغرف فيجلسون من ورائهم على ذلك الكثيب، فيجتمعون إلى ربهم فيحمدونه ويثنون عليه فيقول اللَّه تعالى لهم: سلوني؟ فيقولون: نسألك الرضا، فيقول: قد رضيت عنكم رضاءً أحلكم داري وأنيلكم كرامتي، فيتجلى لهم حتى يرونه فليس يوم أحب إليهم من يوم الجمعة لما يزيدهم من الكرامة" . وروى في خبر آخر: "إن اللَّه تعالى يقول لملائكته: أطعموا أوليائي، فيؤتى بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون للأخرى، فإذا فرغوا من الطعام يقول اللَّه تعالى لهم: اسقوا عبادي، فيؤتى بأشربة فيجدون لكل نفس لذة بخلاف الأخرى، فإذا فرغوا يقول اللَّه تعالى لهم: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسألوني أعطكم؟ قالوا: ربنا نسألك رضوانك مرتين أو ثلاثاً، فيقول: قد رضيت عنكم ولدي المزيد، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله فيكشف الحجاب فينظرون إليه ما شاء الله، فيخرون له سجداً فكانوا في السجود ما شاء الله، ثم يقول لهم ارفعوا رؤوسكم ليس هذا موضع عبادة، فينسون كل نعمة كانوا فيها، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش على تل من مسك أبيض فينثر ذلك على رؤوسهم ونواصي خيولهم، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرونهم أزواجهم في الحسن والبهاء أفضل مما تركوهن فيقول لهم أزواجهم: إنكم قد رجعتم على أحسن ما كنتم" . وقال عكرمة: "أهل الجنة كأمثال أولاد ثلاث وثلاثين سنة رجالهم ونساؤهم، والقامة ستون ذراعاً على قامة أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام، شباب جرد مرد مكحولون عليهم سبعون حلة تتلون كل حلة في كل ساعة سبعين لوناً فيرى وجهه في وجهها: يعني في وجه زوجته، وفي صدرها وفي ساقها وترى هي وجهها في وجهه وصدره وساقه، ولا يبزقون ولا يتمخطون وما كان فوق ذلك من الأذى فهو أبعد" . وروي في الخبر "أنه لو اطلعت امرأة من أهل الجنة كفها من السماء لأضاءت ما بين السماء والأرض" . وعن زيد بن أرقم قال: "جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم أتزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ فقال: نعم والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع" قال: فإن الذي يأكل ويشرب ويكون له حاجة والجنة طيبة ليس فيها أذى قال: حاجة أحدهم عرق هو كريح المسك" وعن أبي الأشرس عن معتب بن سمى في قول اللَّه تعالى طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ قال: "طوبى شجرة في الجنة، ليس في الجنة داراً لا يظلها غصن من أغصانها فيه ألوان الثمار، ويقع عليها طير كأمثال البخت فإذا اشتهى أحدهم طيراً دعاه فوقع على خوانه وأكل من أحد جانبيه قديداً ومن الآخر شواء ثم يعود طيراً فيذهب" . وروى عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك على منازل لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبزقون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب ومحامرهم الألوة: أي العود. ورشحهم المسك وأخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام ستون ذراعاً" . وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ""إن أهل الجنة شبان جرد مرد ليس لهم شعر إلا في الرأس والحاجبين وأهداب العينين يعني ليس لهم شعر عانة ولا شعر إبط، طول آدم ستون ذراعاً، على مولد عيسى ابن مريم ثلاثة وثلاثين سنة، بيض الألوان خضر الثياب يضع أحدهم مائدة بين يديه فيقبل طائر فيقول يا ولي اللَّه أما إني قد شربت من عين السلسبيل ورعيت من رياض الجنة تحت العرش وأكلت من ثمار كذا طعم أحد الجانبين مطبوخ وطعم الجانب الآخر مشوي، فيأكل منها ما شاء وعلى الولي سبعون حلة ليس فيها حلة إلا على لون آخر، في أصابعهم عشرة خواتيم كتب على الأول" سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ "وفي الثاني" ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ "وفي الثالث" تِلْكُمْ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "وفي الرابع: رفعت عنكم الأحزان والهموم. وفي الخامس: ألبسناكم الحلي والحلل. وفي السادس: زوجناكم الحور العين. وفي السابع:" وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "وفي الثامن: وافقتم النبيين والصديقين. وفي التاسع: صرتم شباباً لا تهرمون. وفي العاشر: سكنتم في جوار من لا يؤذي الجيران" . فمن أراد أن ينال هذه الكرامات فعليه أن يداوم على خمسة أشياء: أولها: أن يمنع نفسه من جميع المعاصي قال اللَّه تعالى: وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الهَوَى، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى . والثاني: أن يرضى باليسير من الدنيا لأنه روي في الخبر "أن ثمن الجنة ترك الدنيا" . والثالث: أن يكون حريصاً على الطاعات فيتعلق بكل طاعة لعلها تكون سبباً للمغفرة ووجوب الجنة قال اللَّه تعالى: وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وفي آية أخرى جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وإنما ينالون ما ينالون بالاجتهاد في الطاعات. والرابع: أن يحب الصالحين وأهل الخير ويخالطهم ويجالسهم فإن واحداً منهم إذا غفر له يشفع لأصحابه وإخوانه كما روي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "أكثر الإخوان فإن لكل أخ شفعة يوم القيامة" والخامس: أن يكثر الدعاء ويسأل اللَّه تعالى أن يرزقه الجنة وأن يجعل خاتمته إلى خير. وقال بعض الحكماء:"الركون إلى الدنيا مع ما يعاين من الثواب جهل، وإن ترك الجهد في الأعمال بعدما عرف ثوابه عجز، وإن في الجنة راحة ما يجدها إلا من لم يكن له في الدنيا راحة، وفيها غنى لا يجده إلا من ترك فضول الدنيا وأقتصر على اليسير من الدنيا" . وذكر عن بعض الزهاد أنه كان يأكل بقلاً وملحاً من غير خبز، فقال له رجل: قد اقتصرت على هذا ؟ فقال "إني إنما جعلت الدنيا للجنة وأنت جعلت الدنيا للمزبلة: يعني تأكل الطيبات فتصير إلى المزبلة، وإني لآكل لإقامة الطاعة لعلي أصير إلى الجنة" . وذكر عن إبراهيم بن أدهم رحمه اللَّه تعالى أنه أراد أن يدخل الحمام فمنعه صاحب الحمام وقال: لا تدخل إلا بالأجرة، فبكى إبراهيم وقال: "اللهم لا يؤذن لي أن أدخل بيت الشياطين مجاناً فكيف لي بالدخول بيت النبيين والصديقين مجاناً" . وذكر أن في بعض ما أنزل اللَّه تعالى على بعض أنبيائه عليهم الصلاة والسلام: "يا ابن آدم تشتري النار بثمن غالٍ ولا تشتري الجنة بثمن رخيص" ، وتفسير ذلك أن فاسقاً لو أراد أن يتخذ ضيافة للفساق فربما ينفق فيها المائة أو المائتين ويخف عليه ذلك فهو يشتري النار بثمن غالٍ، ولو أنه اتخذ ضيافة لأجل اللَّه تعالى بدرهم أو درهمين فيدعو إليها بعض المحتاجين لثقل عليه ذلك فيكون ذلك ثمن الجنة. وروي عن أبي حازم أنه قال: "لو كانت الجنة لا يدخل فيها أحد إلا بترك جميع ما يحب من الدنيا لكان يسيرا في جانبها ولو كانت النار لا ينجو منها إلا بتحمل جميع ما يكره لكان يسيرا في جانبها، فكيف وقد تدخل الجنة بترك جزء من ألف جزء مما تحب وقد تنجو من النار بتحمل جزء من ألف مما تكره" . قال يحيى بن معاذ الرازي: "ترك الدنيا شديد وترك الجنة أشد منه وإن مهر الجنة ترك الدنيا" . وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال ""من يسأل اللَّه تعالى الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار" " فنسأل اللَّه تعالى أن يجيرنا من النار وأن يدخلنا الجنة، وأن لا يحرمنا من لذة النظر إلى وجهه الكريم مع الوجوه الناضرة الناظرة، ولو لم يكن في الجنة سوى لقاء الإخوان واجتماعهم لكان هنيئاً طيباً فكيف وفيها ما فيها من فنون الكرامات. وروي عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إن في الجنة أسواقاً لا شراء فيها ولا بيع يجتمعون فيها حلقاً حلقاً يتذاكرون كيف كانت الدنيا وكيف كانت عبادة الرب، وكيف كان فقراء أهل الدنيا وأغنياؤها، وكيف كان الموت وكيف صرنا بعد طول البلى إلى الجنة" وروى ثقات عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قال: "يرد الناس جميعاً الصراط وورودهم قيامهم حول النار ثم يمرون على الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل الريح ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إذا أخرهم رجل يمر على موضع إبهامي قدميه ثم يتكفأ به الصراط، والصراط دحض منزلة حده كحد السيف، عليه حسك كحسك القتاد، على حافتيه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس فمن بين مار ناج ومن بين مخدوش ناج ومن بين مكدوش في النار، والملائكة يقولون رب سلم سلم، فيمر رجل وهو آخر أهل الجنة دخولاً فإذا جاز الصراط رفع له باب من الجنة فلا يرى له في الجنة مقعداً فإذا نظر إليها قال: رب أنزلني ههنا فيقول له: فلعلك إن أنزلتك هنا تسألني غيره فيقول: لا وعزتك، فينزله، ثم يرفع له في الجنة منازل فيتحاقر إليه ما أعطي مما يرى فيقول: رب أنزلني هناك، فيقول: فلعلك إن أنزلتك هنا أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك، فينزله، ثم يرفع له في الجنة حتى الرابعة، فإذا كانت الرابعة رفع له فيتحاقر إليه كل شيء أعطي فيسكت فلا يسأل شيئاً؛ فيقول: له ألا تسأل؟ فيقول: سألت حتى استحييت، فيقول اللَّه تعالى: لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها" فهذا هو أوضع أهل الجنة منزلاً. قال عبد اللَّه بن مسعود: "كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يتحدث بذلك إلا ضحك حتى بدت نواجذه" . وروي في الخبر ""أن نساء أهل الدنيا من جعل منهن في الجنة يفضلون على الحور العين بأعمالهم في الدني" ا" قال اللَّه تعالى إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً، عُرُباً أَتْرَاباً، لأَصْحَابِ اليَمِينِ .‏